هناكَ نظامٌ شاملٌ يضبطُ حركةَ هذا الكونِ وهو نظامٌ فطريٌّ وأساسٌ خَلقيٌّ خُلِقَتِ المخلوقاتُ عليهِ، وهناكَ أنظمةٌ تحكمُ حياةَ المخلوقاتِ وسننٌ ونواميسُ وقوانينٌ وأركانٌ وأسسٌ تضبطُ حركةَ الكونِ، فلا عشوائيَّةَ ولا اضطرابَ في أحوالِ الكونِ، ومتى تحدثُ العشوائيَّةُ والاضطرابُ يحدثُ الفسادُ والضَّياعُ لأمرِ المخلوقاتِ كلِّها، ولا يمكنُ أنْ يقومَ مجتمعٌ على مستوى الحياةِ والمادةِ إلَّا إذا خضعَ لهذهِ القوانينِ وهذهِ النَّواميسِ، فالنَّصيحةُ واجبةٌ وضروريَّةٌ، والدِّينُ النَّصيحةُ.

اقتباسات ومعاني تجد شرحها في الملف التالي:

• لا يحصلُ نتاجٌ مرجوٌّ وسليمٌ إلَّا عندما تُضبَطُ الحياةُ الماديَّةُ بالقوانينِ الأخلاقيَّةِ الإيمانيَّةِ والمعنويَّةِ.
• قالَ صلى الله عليه و آله و سلم : Gالدِّينُ النَّصيحة ُقيلَ لمنْ يا رسولَ اللهِ، قالَ للهِ ولرسولِهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامتِهمS.
• إذا خرجَ الإنسانُ عنِ الطَّاعةِ وفارقَ الجَّماعةَ فقدْ خلعَ ربقةَ الإسلامِ مِنْ عنقِهِ.
• اليهودَ أعداءُ الأنبياءِ وأعداءُ الرُّسلِ والمصلحينِ وأعداءُ كلِّ أهلِ الخيرِ في تاريخِهم الطَّويلِ إلى قيامِ السَّاعةِ.
• عندما يريدُ اللهُ سبحانه و تعالى أمراً يتمُّهُ وينصرُهُ ويؤيِّدُهُ ويثبِّتُهُ ويقضي على أعدائِهِ في الدَّاخلِ والخارجِ.
• التَّنازعُ يُذهبُ الرِّيحَ وهيَ القوَّةُ والمتانةُ والعظمةُ، ويُفشَلُ النَّاسُ والمُجتمعُ وتَفشلُ الأممُ.
• الكياسةُ في معرفةِ الحياةِ وسيرِها ونظامِها وأسسِها.

عالَمُ الحيوانِ قدْ ضُبِطَ وعالمُ الموادِ قدْ ضُبِطَ وكلُّ حياةِ الإنسانِ قدْ ضُبِطَتْ، فإذا خرجَ عالمُ النَّباتِ عنْ غريزيَّتِهِ ما استمرَّتِ الحياةُ، وإذا خرجَ الإنسانُ عنْ عقلِهِ وكياستِهِ وأهلِهِ وجماعتِهِ وتنازعُوا فشلُوا وذهبَتْ قوَّتُهم وضاعَتْ حياتُهم الإنسانيَّةُ والحيوانيَّةُ، وإذا اتَّبعَ الإنسانُ الشَّيطانَ واتَّبعَ الهوى والنَّفسَ والشَّهواتِ والرَّغباتِ يخرجُ الإنسانُ والحيوانُ والمخلوقُ عنْ ضوابطِهِ ونواميسِهِ وقوانينِهِ فيحدثُ الفسادُ والدَّمارُ، وفي الحياةِ الدُّنيا مَنْ يُعجبُكَ قولُهُ وتنميقُهُ وكلمةُ إصلاحِهِ وخَيرِهِ، لكنَّه يخاصمُك المخاصمةُ اللَّدودةُ الحقودةُ، فيذهبُ ويخرجُ عنِ الطَّريقِ وعنِ النَّاسِ ويُفسدُ في الأرضِ ويدمَّرُ ويشتِّتُ ويشكِّكُ ويضيِّعُ ويُهلِكُ الحرثَ والنَّسلَ والقوَّةَ والاستمراريَّةَ والجَّماعةَ والعظمةَ، واللهَ  سبحانه و تعالى لا يحبُّ الفسادَ.