الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)

وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)

أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)

قالَ سبحانه وتعالى : الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
بدأ اللهَ سبحانه وتعالى كتابَهُ العزيزَ بهذهِ الحروفِ كأنَّه سبحانه وتعالى يتحدَّى الخَلْقَ كلَّهم والبشريَّةَ منْ أوَّلِها إلى آخرِها بأنَّ هذا الكِتابَ كُتِبَ ولُفِظَ باللَّغةِ العربيَّةِ، وهذهِ لغتُكم وأنتم يا أهلَ قريشٍ ويا أيُّها العرَبُ وصَلْتُم الآنَ إلى ذُروةِ شِعْرِكم وفَخامَةِ تَأويلاتِكم وخُطبِكُم ولُغتِكُم، فأنا أعطِيْكم هذهِ الحروفَ وأتَحدَّاكم على أنْ تَأتُوا مِنْ هذهِ الحروفِ بآياتٍ أو سُورٍ، وما زالَتْ مُعجزةُ القرآنِ باقيةً إلى قِيامِ السَّاعةِ،
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
ولا رَيبَ فيه أيْ لا شَكَّ فيه، ولا يأتِيهِ الباطِلُ لا مِنْ بينِ يدَيهِ ولا مِنْ خلفِهِ، فهوَ هدايةٌ وتُقىً وإصلاحٌ للمُتَّقِينَ، فالقُرآنُ للمُتّقِينَ فقطْ، والمُتّقونَ هُمُ الّذينَ لمْ يرَهم اللهُ سبحانه وتعالى حيثُ نَهاهُم، ولا افْتقدَهُم حيثُ أمرَهُم.
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
الإيمانُ بالغَيبِ هوَ الإيمانُ كلُّه والحقائِقُ والمَفاهيمُ كلُّها، والغَيبُ ما غابَ عنَّا ولكنْ صدَّقْناه، والإيمانُ بالغَيبِ أكبرُ العَظائِمِ لأنّ فيه وجودُ اللهِ سبحانه وتعالى ووجودُ الأنْبياءِ والمَلائكةِ والآياتِ المُنزَّلَةِ مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى ، الصّلاةُ كبيرةٌ إلّا على الخاشعِينَ،
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)
الإيمانُ هوَ الإيمانُ باللهِ سبحانه وتعالى وبالملائكَةِ والرُّسُلِ والكُتبِ وبالآخرةِ وحقائِقِها
أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
ومن يحمل تلك الصفات الإيمانية فهم الفائزون في الدنيا والآخرة