وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)

وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)

إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)

وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)
فإذا رفضْتَ كلَّ الأدلّةِ والبراهينِ والاسْتنتاجاتِ وتخلّيْتَ عنْ قواعدِ الحقِّ والحقيقةِ فتَعالَ إلى المُحاججةِ الواضحةِ وهي أن تأتوا بسورةٍ منْ مثلِ سور هذا القرآن، فلمْ يَستطيعُوا ولن يَستطيعُوا.
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)
فإنْ لمْ تستطيعُوا ولنْ تستطيعُوا فإنّ اللهَ سبحانه وتعالى يأتِي بالتّهديدُ والوعيدُ فاخشَ اللهَ سبحانه وتعالى واتَّقِ عذابَه يومَ القيامةِ
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)
يأتي أسلوبُ التّرغيبِ بعد التَّرهيبِ، إذا آمنُوا وعمِلُوا الصّالحاتِ فلَهم جنّاتٌ تجري منْ تحتِها الأنهارُ،وهذا الأسلوبُ الرّبانيُّ، فتخويفٌ منَ العذابِ وتبشير بالثواب والعطاءُ الإلهيُّ وفيها رزقٌ ونساءٌ وأمْنٌ وحياةُ خلودٍ، فالمُشابَهةُ في الاسمِ والشّكلِ والتّسميةِ لكنَّ الماهيَّةَ تختلفُ في طعمِها وذوقِها وروائِحِها.
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)
اللهُ سبحانه وتعالى يبدأ بصغائِرِ الأمورِ إلى كبائِرِها، فالعُقلاءُ يعلمونَ أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى لا يريدُ أنْ يخفِيَ عنْهم أمراً ، ويعلمونَ أنَّه الحقُّ، وأمَّا الذينَ في قلوبِهم زيْغٌ فيتَّبعونَ المُجادلَةَ العَقيمةَ ويقولونَ دائماً لِماذا ؟، واعترَضُوا على اللهِ سبحانه وتعالى، لكنّ الله سبحانه وتعالى يَهْدي بهذه الأمثال أهلَ الإيمانِ والتَّقوى، ويضلُّ بها أهلَ الشُّكوكِ والرِّيبِ والخِيانةِ والغَدرِ.