وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)
وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)

وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)

الحُجّةُ تقومُ على مَنْ اعترفَ ثمَّ أنكَرَ، وعلى مَنْ تراءَتْ له الحقائِقُ والبيِّناتُ والدَّلائلُ، ثمَّ تنكَّرَ وكذَّبَ فأولئكَ همُ الخاسرونَ، ومَنْ يتنكّرْ فضلَ المُتفضِّلِ عليه فقدْ أنكرَ فضلَ اللهِ  سبحانه و تعالى عليهِ.

 يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)
فيرجعُ اللهُ سبحانه و تعالى إلى ذكرِ التَّفضُّلِ فالفَضلُ فضلُ اللهِ سبحانه و تعالى، والخيرُ خيرُ اللهِ سبحانه و تعالى، لأنَّ الإنسانَ ينسى ويتنكّرُ فهو لربِّهِ كنودٌ أيْ جاحدٌ لِنعمِهِ وناكرٌ لفضلِهِ، وعندما يشعُرُ الإنسانُ بنعَمِ اللهِ سبحانه و تعالى عليه فإنّه يريدُ أنْ يشكرَ اللهِ سبحانه و تعالى، ويكونُ الشّكرُ بإرضاءِ مَنْ تَشكرُهُ، فإذا التزمْتَ بهذا الأمرِ فقدْ اعترفْتَ لصاحبِ الفضلِ بالفضلِ، فقدْ جُبِلَتِ القلوبُ على حبِّ مَنْ أحسَنَ إليها، ومِنْ هنا نَعلمُ أنّه يجبُ على الإنسانِ أنْ يفيَ بعهدِ اللهِ سبحانه و تعالى.

وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)
اليَهوديّةُ هم قومٌ لا يعرفونَ إلّا مصالِحَهم ولا يَرعَوُونَ إلّا إلى كذِبِهم وخُذلانِهم وخِيانَتِهم وتآمُرِهم وتنكُّرِهم للحقائِقِ، واللهُ سبحانه و تعالى يبيِّنُ لنا أنّه بيَّنَ في كتابِ موسى وصْفَ الرَّسولِ سبحانه و تعالى، وجاءَ عيسى عليه السلام كي يبشّرَ بالرَّسولِ صلى الله عليه و آله و سلم وهوَ مِنْ أمَّتِه، فيجبُ ألّا تَبيعُوا أو تَشترُوا فأنتم بذلك تَبيعونَ وتَشترونَ وتُنكِرونَ الحقائقَ.